سعيدة مملكة المياه
للماء وسعيدة قصة وحكاية مترابطة بين الماضي والحاضر كيف لا وقد كان الماء سببا في الحضارات التي عرفتها المنطقة ، وصار حاضرها مرتبطا به حيث أصبح لما نذكر المياه المعدنية يتبادر إلى أذهانا إسم سعيدة لشهرة التي حققها مياهها .
كانت بداية الحكاية لما استقر الإنسان بالمنطقة في العصر الحجري واتخذ من المناطق القريبة من وديانها وشلالاتها أماكن لاستقراره ومعيشته، وهو ما يتضح من مغارات تيفريت وواد سعيدة وعين المانعة .
ثم في العام 203 قبل الميلاد لما غزا الرومان المنطقة اتخذوا من منابعها أماكن لمعسكراتهم كمنطقة تيميزوين التي بنى الرومان فيها حماما بالقرب من واد بربور ومعسكرا بالقرب من واد هونت ولقد استقر الرومان بالمنطقة إلى غاية القرن الرابع ميلادي .
أما في القرن الرابع هجري ، العاشر ميلادي بعد الفتح الإسلامي أطلق على المنطقة إسم حاز سعيدة نسبة لحمام سيدي عيسى وفي القرن 12 ميلادي عاد إسم سعيدة للمنطقة نسبة للواد الذي يعبر المدينة والمسمى السعيد وهذا في مراحل إستقرار بني هلال .
كما استقر الأمير عبد القادر بالمنطقة ما بين 1836 و 1839 ميلادي وإتخذ من منطقة سعيدة القديمة الواقعة على ضفاف واد سعيدة إمارة له ولجيشه إلى غاية احتلال المنطقة من المستعمر الفرنسي سنة 1841 ميلادي .
بعد الإستقلال أصبح لمياه سعيدة عنوان بعد تأسيس مصنع للمياه المعدنية سنة 1967 إضافة لحمام ربي سنة 1971 مما ساهم في شهرة المنطقة .
اليوم تزخر ولاية سعيدة بمنابع مياه وفيرة (أكثر من 17 منبع مياه معدني وحموي )، حيث يطلق عليها إسم مدينة المياه ، ويعتبر منبع سعيدة أول ماء معدني طالما تواجد على أهم طاولات المؤتمرات الوطنية و الدولية.
إضافة إلى منبع سعيدة هناك أيضا: سفيد ، عين البرانيس ، عين الزرقة ، عين المانعة ، أم الرخايم ، فيض الرمل ، زراقت ..
أما المنابع الحموية : حمام ربي، سيدي عيسى وعين السخونة، لتكون بذلك سعيدة مملكة المياه.